islamic clock

mardi 26 mai 2009



في عملية جراحية دقيقة تعد الأولى من نوعها في الجزائر إعادة زرع يد صغير لا يتجاوز الخمس سنوات
استطاع فريق طبي مختص مكون من ستة أطباء مختصين ومساعدين، من إعادة زرع يد صغير لا يتجاوز الخامسة من عمره بعد تعرضه لحادث تسبّب في قطع يده اليمنى كليا. وعوض أن تدفن يده مثل عديد الحالات المماثلة، استطاعت عملية جراحية دامت 7 ساعات من إعادة البسمة للصغير شعيب وعائلته. ''عوض أن أدفنها مثلما هو متعارف عليه، جمعت أشلاء يد صغيري في كيس بعدما ألهمني الله شجاعة لا توصف وبعثت بها مع أخيه الذي نقله إلى مستشفى بني مسوس علّها تفيد في شيء.. ورغم أن كثيرين في مثل حالتي يسعون لدفن العضو المبتور لعدم صلاحيته، إلا أن بصيص أمل في بعث الحياة في يد ابني شعيب جعلني أحرص على اصطحاب اليد المقطوعة، خاصة بعدما وقفت بأم عيني على استمرار الحركة والحياة بذاك العضو المبتور''.كانت هذه شهادة والدة الطفل ''بودالي شعيب'' ذو الخمس سنوات الذي تعرّض في لحظة لعب ولهو مع أخيه التوأم وأقرانه من أبناء الجيران بأحد أحياء بلدية الشرافة، غرب الجزائر العاصمة، إلى حادث تسبّب في قطع يده اليمنى.وعن أسباب الحادث أضافت والدته أنه جرار جارهم الذي كان مركون أمام المنزل وموصول بماكينة خلط قام الجار بتشغيلها، في وقت كان الصغار يلعبون غير بعيد عن مكان تواجدها. ويظهر أن دوران الماكينة أثار فضول ''شعيب'' الذي اقترب منها في لحظة غفلة من الجار ورمى بيده داخلها لتجتره بدءا من اليد التي بترت عن آخرها، ولولا سعي الأخ الأكبر لـ''شعيب'' الذي سمع الصراخ لجذب أخيه إليه وتخليصه من براثن الآلة لكانت قد التهمت جسمه الصغير'' تضيف والدته.وكان أول ما بادرت به العائلة هو نقل الطفل لمستشفى اسعد حساني ببني مسوس كونه أقرب مستشفى لهم، حيث نقل معه العضو المبتور الذي استطاع فريق طبي مختص من إعادة زرعه بإشراف البروفيسور حنطالة جعفر رئيس مصلحة جراحة الأطفال بذات المستشفى. وعن هذه العملية التي تعتبر الأولى من نوعها بالجزائر، أكد لنا البروفيسور حنطالة أن خصوصيتها تتمثل في أنهم تمكنوا من تجميع الشروط اللازمة لإنجاحها وذلك بتوفير قاعة العمليات الجراحية مجهزة بالعتاد الجراحي اللازم، إلى جانب طاقم طبي وشبه طبي من مختلف التخصصات، حيث تم إحضار كل من الدكتور بن زياد المختص في جراحة الشرايين من المؤسسة الاستشفائية المختصة معوش بشوفالي وكذا الدكتور أوزيد اختصاصي في جراحة الأطفال من بني مسوس، إلى جانب أطباء مساعدين في جراحة الأطفال وشبه طبيين.وكان على رأس الفريق الطبي المكون من ستة أطباء، البروفيسور حنطالة، رئيس مصلحة جراحة الأطفال بمستشفى بني مسوس الجامعي، حيث قام ذات الفريق بخياطة الشرايين في أول مرحلة ثم خضعت العضلات لخياطة دقيقة كذلك، لتستمر العملية الجراحية 7ساعات تم خلالها زرع اليد المبتورة. وكانت أول ملاحظة على العضو المزروع هو اكتسابه للون الوردي بعد الزرع مباشرة. علما أن العصب الرئيسي الذي قطع هو الآخر لم يتم زرعه حينها وينتظر أن يتم ذلك في ثاني مرحلة خلال شهر جوان المقبل. وعن المرحلة الثانية من العملية والتي ستجرى بذات المستشفى، أكد لنا البروفيسور حنطالة أن العصب الرئيسي وهو المسؤول عن بعث الحركة في اليد بتر عن آخره وزرعه للصغير يتطلب نزع عصب من جسد والدته وهي عملية متداولة، ولأن حالة الأم النفسية والقلق الشديد الذي اعتراها لم تكن تسمح آنذاك بإخضاعها لعملية نزع العصب، ارتأينا تأجيل الجزء الثاني من العملية لجوان المقبل نظرا لأنه لا يمكن تجاوز مدة 3 أشهر في عملية مماثلة وإلا تبقى اليد المزروعة دون حركة. علما أن العصب الذي سيبعث الحركة في يد ''شعيب'' سيتم نزعه من ساق الأم. يبقى أن نشير أننا وقفنا على الحالة الجيدة التي كان يتمتع بها ''شعيب'' الذي كان يتناول وجبة الغداء أثناء زيارتنا له، والذي لم تمنعه يده المزروعة من مشاركة صغار المستشفى شغبهم ليكون آخر ما وقفنا عليه من تعليمات البروفيسور حنطالة تأكيده على ترويض حركة يد الصغير لاتقاء انطواء الأصابع في انتظار زرع العصب خلال الأيام القليلة المقبلة.



المصدر الخبر:الجزائر: ص. بورويلة